أراء وقراءات

 مدخرات المخدرات 

بقلم الفنان / أمير وهيب 

 على مدار الأشهر و الأسابيع و الأيام الماضية ، شبة يوميا ، اخبار إحباط محاولة ترويج مخدرات ، خبر مقترن بمبلغ مالي ، على مايبدو هذه المبالغ لم تكن ملفتة ، حتى خبر مقترن بمبلغ ” مليار ” جنيه مصري ، الرقم يكتب بالارقام الأجنبية و السبب أن كتابة الرقم بالعربي يكتب بشكل خاطئ عند تحويل لوحة المفاتيح فيكون مثلا ١٤ بدل ٤١ لذلك تتم الكتابة بالأجنبي.

تحديدا ٣٠ أبريل ، مخدرات ، ١,٣٨٢ مليار جنيه.

* الاخبار مقترنة ايضا ، بتوجيهات وزير الداخلية ، فيفهم منها أنه وزير يقظ كفاءة نابغة ، و لكن في حقيقة الأمر ، من ناحية أخرى ، دليل على أن مصر ، بلد مستودع مخدرات.!!!!!

* لأنه وببساطة ، وتشبه الي حد التطابق ، أن يقوم ناظر مدرسة ، يوميا ، إحباط دخول مدرسته هذا الكم من المخدرات ، ليس دليل كفاءة الناظر ، و لكن هذا دليل على أن طلاب هذه المدرسة هم من مدمني المخدرات ، ليه ؟؟؟؟؟ لأن في المعتاد أن المدرسة هو مكان ل ” التعليم ” و ناظر المدرسة ، في المعتاد ، مهمته ” تربوية ” و تعليمية و ليس للتصدي لمروجي المخدرات داخل مدرسته.

* إذن ، هذه المدرسة ، تلاميذها و أساتذتها ، هم زبائن مخدرات.

* و الاحتمال الثاني ، أن يكون وزير الداخلية ، أخطأ في تكرار الاعلان عن قدراته الفذة ، لإحباط الترويج بأنه أعلن أن مصر بلد المخدرات.

* و الاحتمال الثالث ، أن تكون حركة الملاحة في قناة السويس ، المضطربة ، مع كل هذا الضرب ، اضطرت ، سفن المخدرات ، بدل من ان ترسو في دول المنطقة المجاورة ك اليمن أو غزة أو سوريا و لبنان وجدت أن مصر محطة اضطرارية.

* اي كانت الأسباب ، مناورة من الوزير الهمام ، أو ، اضطرار سفن ، كان يجب أن لا تذكر هذه الأخبار بهذا الشكل و الكم مثل كثير من الأخبار التي لا تذكر ، لأن هذه الأخبار إهانة لمصر.

* * و لأن محاولة تجار المخدرات ، اعتقد بيقين ، أن اعدادها يفوق ما يذكر و أن كمية المخدرات الموجودة في مصر بهذا الشكل يكفي إغراق العالم بالمخدرات.

* و لكن الأهم من ذلك ، أن وزارة الداخلية ، تضع إحباط ترويج المخدرات كمهمة أساسية في عملها و أدائها ، وضعت كل طاقتها في هذا الاتجاه ، و لم تهتم نهائيا ، بالحرامية و المتسولين الذي يفوق أعدادهم و نسبتهم النسبة المسموح بها منطقيا في أي مجتمع.

* بمعنى اخر ، وزارة الداخلية ، ليست معنية بأن يكون كل تركيزها هو منع دخول المخدرات البلد.

* بنغمة أخرى ، ناظر المدرسة ، من غير اللائق أنه يكون واقف طول النهار جنب سور المدرسة يراقب تجار المخدرات ، لأنه في هذه الحالة ، أساتذة و طلاب هذه المدرسة سوف يكون لديهم فرصة عظيمة ، لتعاطي المخدرات ، بعيد عن أعين ناظر المدرسة ، المشغول بمراقبة السور.

* * و السؤال ، ما هو مصير هذا الكم من المخدرات ، سوف تكون إجابة صادمة ، إذا كانت الداخلية تقوم بحرقها.

* لأن هذه مادة يمكن اعادة بيعها لأغراض طبية لدول عديدة.

مطلوب تدخل على أعلى مستوى وبشكل جدي للحد من هذا الوباء القاتل والذي يستهدف الشباب بالدرجة الأولى ..لماذا ؟؟؟؟؟؟؟ لأن المخدرات في مصر منتشرة جدا ، و حركة البيع و الشراء خارج السيطرة ، مثل كل الأسواق ” الموازية “.

* ولو وزير الداخلية مسك واحد فيه ٩ غيره دخلوا السوق.

* التركيز على الاعلان على احباط دخول المخدرات أصبح أمر مبالغ فيه و إهدار للطاقة و إهانة لسمعة مصر.

* و اذا كان هذا الكم صحيح و حرقها صحيح لهو أمر مؤسف.

أمير وهيب 

فنان تشكيلي وكاتب ومفكر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى