ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﺎ أﺭﺣﻤﻚ ….

ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ ﻛﻠﻤﺎ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻠﺠﺄ ﻷﺩﻓﺄ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺣﻀﻦ ﺃﻣﻬﺎ ..ﻭﺗﺸﻜﻮ ﻷﻣﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺒﻜﻴﺎﻥ ﺳﻮﻳﺎ ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻲ ﺯﻭﺟﻬﺎ . ﻭﺍﻻﻡ ﺿﻌﻴﻔﻪ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻗﻮﻩ ﺳﻮﻯ أﻥ ﺗﺸﺎﺭﻙ اﺑﻨﺘﻬﺎ ﺃﻟﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﻌﻬﺎ . ّ.

ﻭﻇﻞ ﺍلأﻣﺮ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﺴﻮﺀ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺣﺘﻰ ﻗﺮﺏ ﺍلأﺟﻞ ﻭﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺭﺣﻴﻞ ﺍلأﻡ ﺇﻟﻲ ﺑﺎﺭﺋﻬﺎ..

ﻓﺒﻜﺖ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻭﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﻭأﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ …
ﻗﺎﻟﺖ لأمها : أﻣﻲ ﻟﻤﻦ أﺷﻜﻮ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻠﻚ ﻟﻤﻦ أﺣﻜﻲ ﻣﺄﺳﺎﺗﻲ أﻣﻲ ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻴﻨﻲ ﻭﺣﻴﺪﻩ ..

ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﺍلأﻡ : ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺇﻥ ﻣﺖ ﻭﺿﺎﻗﺖ ﺑﻚ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺗﻌﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ إﻟﻲ ﺑﻴﺖ أﻣﻚ ﺍﻓﺮﺷﻲ ﺳﺠﺎﺩﺗﻚ ﻭﺍﺳﺠﺪﻱ ﻟﻠﻪ ﻭاﺣﻜﻲ ﻟﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺮ ﺻﻔﻮﻙ ﻭﺍﺷﻜﻲ ﻟﻪ ﻫﻤﻚ ﻭﺑﺜﻲ إﻟﻴﻪ ﺣﺰﻧﻚ …
ﻓﻤﺎﺗﺖ ﺍلأﻡ ﻭﻣﺮ أﺳﺒﻮﻉ ﻭﺿﺎﻗﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺳﺠادﺗﻬﺎ ﻭﺟﺮة ﺑﻬﺎ ﻣﺎﺀ ﻟﻠﻮﺿﻮﺀ ﻭﺫﻫﺒﺖ إﻟﻲ ﺑﻴﺖ أﻣﻬﺎ ﻭﻋﻤﻠﺖ ﺑﻨﺼيحتها ﻓﺎﺣﺴﺖ ﺑﺮﺍﺣﻪ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍلأﻣﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻟﻤﺪة ﺷﻬﺮ.

ﻛﻞ أﺳﺒﻮﻉ ﺗﺎﺧﺬ ﺟﺮة ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺗﺬﻫﺐ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﻣﻬﺎ ﺗﻤﻜﺚ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﻭﻫﻲ ﻣﺒﺘﺴﻤﻪ .
ﻓﻼﺣﻆ أﻫﻞ الزوج ﻫﺬﺍ ﻓأﺩﺧﻠﻮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﻮ ﻟﻪ : ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ أﻥ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺗﺨﻮﻧﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﺬﻫﺐ ﻛﻞ أﺳﺒﻮﻉ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﻣﻬﺎ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﻣﺘﻜﺪﺭة ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﺎﺭﻍ ﻭﻫﻲ ﻓﺮﺣﺎنة..

ﻓﻘﺮﺭ أﻥ ﻳﺮﺍﻗبها ﻭﺫﻫﺐ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ إﻟﻲ ﺑﻴﺖ أﻣﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﺒﺄ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ فيه ﻭﻫﻲ ﻻﺗﺮﺍﻩ.

ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟة ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻣﻬﺎ ﺷﻬﺮ ﻓﺘﻮﺿﺄﺕ ﺛﻢ ﺻﻠﺖ ، ﻭﻫﻲ ﺳﺎﺟﺪﻩ ﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﺑﺎﻛﻴة ﻭﺍﺧﺒﺮﺕ ﺭﺑﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻫﻢ ﻳﺆﻟﻢ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺑﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ أﻫﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ أخذت ﺗﺪﻋﻮ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻬﺪﺍية ﻭﺗﺘﻮﺳﻞ إﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ أﻥ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ لأﻧﻬﺎ ﺗﺤﺒﻪ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺷﻲ ﻭﻇﻠﺖ ﺗﺒﻜﻲ ﻭﺗﺒﻜﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍً ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﻭﻳﺴﻤﻊ ..

ﺛﻢ أﻧﻬﺖ ﺻﻼﺗﻬﺎ ﻭإﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﺮﻯ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﻭﻳﻌﺘﺬﺭ ﻟﻬﺎ ﻭيعدها أﻥ ﻳﻌﻮﺿﻬﺎ خيرا ويبشرﻫﺎ أﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ دعاءها.

ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﻮﺩﺍ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﻫﻠﻪ ﻭﻧﺎﻣاﻓﻲ ﺑﻴﺖ أﻣﻬﺎ ،

ﻭﻫﻲ ﻧﺎﺋمة ﺭﺃﺕ ﺷﺨﺼﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ ..

ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﺸﻜﻰ لأﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ إﻟﻴﻚ ﻭﻣﺎ ﻧﻔﻌﻚ ﺷﺊ . ﻭﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﺗﺸﻜﻲ ﻟﻠﻪ ﻓﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﺣﺎﻝ.

ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﺎ أﺭﺣﻤﻚ ….