بالحلال الطيب تصلح الديار والنفوس

كتب / محمد محمود عيسى 

هذب الاسلام غريزة حب المال في النفس وأحاطها بسياج من الأحكام والأخلاق والآداب في الكسب والإنفاق ليكون المال وسيلة لتحقيق العيش الكريم الهنيء الذي يتفق مع شرع الله وتوجيهات الإسلام.

ومن القواعد والضوابط ،أن المال مال الله ،اما الإنسان فهو مستخلف فيه فليس له حق التصرف المطلق في كيفية الكسب والإنفاق ولكن التصرف يكون بناء علي توجيهات مالكِه الحق والأصلي وهو الله.

قال الله تبارك وتعالي:(وانفقوا مماجعلكم مستخلفين فيه) . وهناك باب الحلال والحرام في كل مايتعلق بحياة الإنسان من طعام وشراب ولباس ودواء .فشرع له أن يكون ذالك كله من الكسب الطيب وأن ينفقه فيما أحله الله ليهنأ في الدنيا والآخرة

ومن الثابت أن سلوك الإنسان وأخلاقه يتأثران بلاشك بما يدخل جوفه ويخالط بدنه تأثيرا كبيرا ظاهرا . قال أهل العلم والصلاح:(من المؤكد أن الصالحين وأهل التقي والورع يكثرون حين يكثر أهل الحلال الطيب ، فكل ناحيةكثرالحلال في قوتها كثرفيها الصالحون والعكس بالعكس).

يقول ربنا تبارك وتعالي :(يآيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا) .فتقديم الأكل الطيب علي العمل الصالح دليل علي أن الأكل الطيب الحلال يثمرالعمل الصالح ويصلح عليه القلب، وأن الأكل الخبيث والحرام يفسدبه القلب ويثمر أعمالا فاسدة ويفسدصاحبه، وكذالك لبسه وشربه وغيرذالك من احتياجاته.

وصفاء القلب وتزكية النفس وقوة البصيرة وقبول العبادة والدعاء يكون ثمرةمن ثمرات الحلال الطيب. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :(ملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنٌي يستجاب له) أي كيف يستجيب الله له إذا دعاه.

فاللقمة الحلال تدفع النقم وتصرف البلاء عن النفس والأولاد والأموال والأعمال والديار

يقول أبو عبدالله الباجي الزاهد:(خمس خصال بها تمام العمل: الإيمان بالله ،ومعرفة الحق ، وإخلاص العمل ، والعمل علي السنة، وخامسا أكل الحل) فإن فقدت واحدة لم يرتفع العمل.

قيل للإمام أحمد ما علاج مرض القلب قال:(كسب الحلال) . وأعلم أن من بأكل الحرام من ربا وسرقة ورشوة وغير ذالك تنزع البركات وتكثر الأمراض والعاهات وتحل الكوارث والأزمات ويفشوا الظلم واالنكبات

فاتقو االله وكلوا حلالا طيبا واكتسبوا من حلال وانفقوا في حلال واوفو بالعقود والعهود واجتنبو االغش والتدليس والسرقة في الميزان وتطفيف الكيل واستغنوا بالحلال عن الحرام وتوبوا من المظالم والآثام  واجعلوا أموالكم سترا لكم من النار ،واعملوا علي مرضاة الله. فماهي إلا أياما وساعات كثرت او قلت ثم تلقي الله ، واعمل علي أن تثبت قدمك يوم تزل الأقدام .

رسالة حب وإرشاد الي كل أحبتي في الله ، ووصية اعملوا بها وأنا قبلكم

وعلي الله قصد السبيل