الصراط المستقيم

تعرف على وصية فادي أبو شخيدم

كتب :هاني حسبو.

يظل الصراع بين المسلمين واليهود قائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وبهذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه :

“يقاتل المسلمون اليهود فينصرون عليهم حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي تعال فاقتله ”

وتأتي الأحداث لتبين صدق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ما أخبرنا به من أن الفئة المنصورة هي المرابطة بأكناف بيت المقدس:

“لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”

الشهيد باذن الله فادي أبو شخيدم الذي نفذ عملية القدس منذ أيام خير شاهد على هذا الأمر وقد كتب وصية قبل موته تبين معادن هؤلاء الأفاضل جاء فيها:

 

..

بسم الله الرحمن الرحيم

👈وصيتي :

 

أنا فادي محمود أبوشخيوم، أكتب حروفي هذه وأنا بأعلي درجات السعادة استعداداً لتتويج سنوات من العمل الدؤوب المتواصل للقاء الله تعالي، فمنذ أن عرفت قدماي المسجد وأشربتُ القرآن والسنة وأنا أحلم بقرب لقاء الله شهيدا ً بإذن الله مقبلاً غير مدبر، وما كانت سنوات عمري السابقة إلا اعداداً و استعداداً ايمانياً و عسكرياً لهذه اللحظة الشريفة المباركة.

 

👈 أمي واخواني و اختي و زوجتي و أولادي و بناتي:

 

والله إن الحياه في ظلكم شرف و رفعة، لكن ما عند الله أشرف وأرفع و أعلي، و كم كنتم لي عوناً و سنداً في حياتي، فكان حقاً علي أن اجازيكم بخير منه، ذلك انه بلغنا عن نبينا صلي الله عليه و سلم أن الشهيد يشفع لاهله، و أسأل الله أن أكون شفيعاً لكم ولوالدي رحمه الله، فاصبروا و احتسبوا واثبتوا و اعلموا أني أخترت هذه الطريق مرضاة لله و فوزاً بجنة الله تعالي، فالحياة قصيرة و افلح من جعلها لله و استطاع أن يضحي بنفسه لله.

 

فاوصيكم بالثبات علي دين الله حتي تلقوا الله، فدينكم لحمكم و دمكم و أقصاكم عزكم و فخركم.

 

👈 طلابي و طالباتي الغوالي و الغاليات:

 

ما يتجاوز العشرون عاماً مرت و أنا أعلم و أدرس في المدارس و المساجد و دار الفقه و دار القرآن و دار الحديث و غيرها من محاضن التربية و التعليم، و كنت أحدثكم بقصص هؤلاء من لدن صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم،حتي أسود الإسلام في عصرنا، ووالله ما فارقت الدمعة عيني عند الحديث عنهم لكني كنت أعد و استعد للحاق بهم، فاوصي كل فرد منكم بالثبات و الاستمرار في هذا الطريق، فهو طريق الأنبياء و الصالحين الذي لا يخطيء ولقاؤنا بإذن الله في الجنة فلا تبخلوا علي بالدعاء و المسامحة.

 

👈 وأخيراً فيا أهل بيت القدس:

 

اختاركم الله للرباط فيه و الذود عن مسري نبيه صلي الله عليه وسلم، فلا تخذلوا المسري و اعلموا أن حلول مشاكلكم تبدأ من رباطكم و جهادكم، قال الله تعالي: (و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) فوحدتكم في أقصاكم وزوال المشاكل الاجتماعية و العائلية في ضيط البوصلة نحو مسجدكم المبارك، فوالله ثم والله إن مسراكم و أقصاكم ينتظر منا الكثير، فاعيدوا الرباط و البوصله نحوه، والله يتولاكم وهو خير الناصرين.

 

👈 إخواني رفقاء الدعوة و العمل الإسلامي:

 

إن كلمتنا ودعوتنا المباركة التي نعمل فيها منذ نعومة أظفارنا تستوجب علينا التضحية و الفداء فلا تبقي كلمتنا ميتة دون روح، فلابد للكلمة من شاهد علي صدقها وهو العمل، و خير تغيير التغيير بالتضحية و موافقة القول الفعل، و بعد هذه السنوات من العمل و طلب العلم و تعليمه للناس أقول لابد و أن نقود المركب بدمائنا وأن نكون القدوة العملية في باب الجهاد كما يعتبرنا الناس قدوة لهم في العلم و العمل، فخير طريق لنا في ظل الظلم الذي يتعرض به مسجدنا أن نفديه بدمائنا..!

 

فلا حياة لنا بعزة وكرامة و مسجدنا حاله يوماً بعد يوم تسوء، و تزداد الهجمات عليه، فوطنوا أنفسكم علي الرباط والجهاد و التضحية و الفداء وفكوا أغلال الدنيا عنكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(والذي نفسي بيده لولا أن يشق علي المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولايجدون سعة، و يشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) رواه البخاري و مسلم.

 

فأهلاً ومرحباً و هنيئا ً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم و أسال الله أن أكون رفيقه علي الحوض، اللهم آمين،ولكم مثلها إن شاء الله.

 

👈 وأختم وصيتي هذه بطلب الدعاء لي بالقبول و المغفرة والرحمة ورفع الدرجات، ومن كان له حق علي فله أن يطالب أهلي به أو أن يسامحني، ومن كان لي حق عليه فإني أُبرؤه منه لوجه الله تعالى، أسال الله أن يتقبلني وأن يتقبل مني جهدي و جهادي إنه ولي ذلك و القادر عليه وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل اللهم و بارك علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وعلي كل من سار علي هديه الي يوم الدين.

 

أخوكم المحب

الشهيد الحي بإذن الله تعالى

 

فادي محمود أبوشخيوم

20/11/2021 ,15 ربيع الثاني 1443ه

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.