احدث الاخبار

حصان طروادة … الوعى المسروق ..!! بقلم الدكتور :حسين ربيع

حصان طروادة

فى الملحمة الشعرية الفاتنة للشاعر المشكوك فى وجوده هوميروس … “الالياذة والاوديسا”

لم يتخيل أهل طروادة فى مدينتهم الساحلية وقد وقفت حصونهم المنيعة عشر سنوات عصية وحصينة أمام غزو الاعداء من أسبرطة .. أنهم هم أنفسهم سيحرقون بيوتهم بأيديهم وايدى أعدائهم من الاغريق

فى يوم أشرقت عليهم الشمس بأشعتها الذهبية ونسمات الهواء تداعب جفون أهالى طروادة هلل السذج فرحين على أسوار المدينة بهدية الرب اليهم …حصان خشبى عظيم وضخم أمام بوابة المدينة ذات البوابة المنيعة

انها العقلية البسيطة التى تؤمن “بالحقائق المطلقة” من غيبيات وهمية يزرعها سحرة الاغريق وورثتهم فى الأحقبة المختلفة …. التى تهلل وتصخب لرضا الرب ومباركته لهم ….. وماهى الا قنطرة يعبر بها المتسلطون على اذهان أهل اسبرطة …. قد تخاطب عقول العامة عن ارواح شريرة … او آلهه متصارعه … او عين او حسد او سحر داهم …. يحتمى منه الناس بما يخدر وعيهم ويُخضع جوراحهم لسحرة الاغريق

ربما انطلقت أصوات تحذر من هذا الحصان الخشبى الضخم الغير معلوم مصدره … وتصرخ عليهم بالتوقف والمراجعة والا الحسرة والندم …. ولا ينقصنى ان أتخيل أصوات السخرية من الاصوات المحذرة …. واصفة اياهم بانهم كافرون بقدرة الرب على صناعة الأحصنة الخشبية والذهبية … ولم لا …وهو الرب القادر على كل شىء

اذ لم يدركوا بوعيهم المسروق …. أن خالق الأرض القادر على صناعة كل شىء …. قد أوجد لكل شىء سببا…. فأتبع سببا !!!!!

لابد أن أسجل أعجابى بهذه الخديعة الكبرى التى صنعت الحصان الضخم …. واعجابى أيضا بالجنود المختبئين داخله … بلا صوت أو همس أو حركة … حتى اذا انخدع السذج من أهل أسبرطة …. وأدخلوا هدية الرب كما زعم السحرة الى داخل المدينة وأسوارها الفارعة …. تسلل الجنود فيفتحون أبواب الأسوار المحكمة من الداخل….. ثم تتوالى المذابح من الجنود المنقضون على السذج المحتفين بهدية الرب ….فناموا ساهين … واستنبهوا من غفلتهم معدومين….. بين مسموم …مسهوم …مذبوح…… محروق أو أسير

وماكان أهل اسبرطة الا ضحايا حقائق مطلقة مغلوطة … اخترقت الوعى …. من قبل سحرتهم …. فنالوا ما يستحقون …. عاقبة سذاجتهم وغفلتهم وجشعهم وانتهازيتهم وطمعهم …. فى اقتناص حصان …. لم يصنعوه بأيديهم …. ولكن صنعه لهم …. أعداءهم.

       د.حسين ربيع

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.