أراء وقراءاتالمجتمع

خريطة المنافسة في عالم الصحافة.. بقلم : عزه السيد

صورة تعبيرية عن الصحافة الاكترونية

التطور الهائل الذي لحِق بوسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات في الفترة الأخيرة أحدث تغييرا في خريطة المنافسة في عالم الصحافة التي بدأت تتحول إلى اتجاهين هما: الصحف الورقية، والإلكترونية، بعد أن كانت هذه المنافسة تقتصر بين الورقية وبعضها فحسب.

واكتسب هذا النوع الجديد من الصحافة أهمية بالغة منذ ظهوره أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وتزايدت أهمية الصحافة الإلكترونية مع توالي الأعوام وانتشار الإنترنت، وتضاعُف أعداد مستخدميه، فأصبحت غالبية المؤسسات الصحفية على الصعيدين العالمي والعربي، تمتلك مواقع إلكترونية لمطبوعاتها الورقية.

لكن الجديد هو ظهور نوع جديد من الصحف غير التقليدية، وهو ما عُرف بـ”الصحف الإلكترونية “، والتي يقتصر إصدارها على النسخة الإلكترونية دون المطبوعة. ويعود تاريخ صدور أول نسخة إلكترونية في العالم إلى عام 1993م حيث أطلقت صحيفة ( سان جوزيه ميركوري ) الأمريكية نسختها الإلكترونية . وعربيًّا أصدرت أول صحيفة عربية نسختها الإلكترونية منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة وهي صحيفة الشرق الأوسط الصادرة من لندن، تزامن معها إصدار النسخة الإلكترونية لصحيفة النهار اللبنانية.

ولا نكون مبالغين عندما نقول: إن بإمكان متصفح الإنترنت العثور يوميًّا على المزيد من الصحف الإلكترونية الجديدة،  فعلى الرغم من انخفاض نسبة قراءة الصحف بشكل عام – وفقًا للدراسات في هذا المجال – فإن عدد قرَّاء الصحف الإلكترونية – كما تشير الدراسات نفسها – في ازدياد مستمر.

لقد كانت الجرائد والصحف مصدرًا هامًا لمعرفة الأخبار والاطلاع على المستجدات بصورة رئيسية في مصر، وكانت من أكثر الطبقات المهتمة بالجرائد والصحف طبقة الموظفين، ولقد شاهدنا كثيرا في الأفلام القديمة الموظف وهو عائد من عمله ممسك بالجريدة مع مستلزمات منزله، وكأنها سلعة أساسية لا يستغنى عنها.

ولقد ظل الحال هكذا حتى دخول الانترنت في مصر وانتشاره على جميع المستويات، وبعدها بدأت قراءة الجرائد الورقية تقل، بالرغم من انتشار العديد من الصحف والمجلات التي تصدر في مصر الحكومي منها والمستقل أو الحزبي والمعارض، ولكن لوحظ أن الإقبال على شراء الصحيفه الورقيه قد قل كثيرا .

ويرى البعض أن الصحافة المطبوعة مهددة أمام الإعلام الإلكتروني، إذا لم تتمكن هذه الصحف من مسايرة هذا التطور عبر إنشاء المواقع الإلكترونية وتطوير ، ومتابعة الخبر في نفس اللحظة.

ويرى آخرون أن المستقبل للصحافة الإلكترونية والإعلام الإلكتروني، لأسباب التنافس الشديد على هذه الكعكة الإعلانية المحدودة من قبل وسائل إعلام كثيرة. وأيضًا هناك فجوة الأجيال بين كل جيلٍ وآخر، وصحافة الإنترنت تروق للأجيال الشابة، فعلى مستوى الطلاب قليل منهم من يقرؤون الصحف، لكن كثيرًا منهم لهم حسابات في (الفيس بوك) وغيره، ويتابعون الإنترنت، ولم يعد الجمهور ينتظر من المؤسسة الإعلامية حتى تعطيه المعلومة، بل أصبح هو القادر على البحث عن المعلومة بنفسه.

كذلك أصبحت المواقع الإلكترونية متنفسًا للعديد من الكُتَّاب الذين لا يستطيعون الكتابة في الصحف الورقية لوجود الكثير من القيود بها. ولذلك فإن الصحافة الإلكترونية قادرة على احتواء هؤلاء الكتاب، ثم إن الكاتب يُمكنه الكتابة باسم آخر، حتى يفلت من الرقابة، لكن الصحافة الورقية محكومة بقيود معينة، عكس الصحافة الإلكترونية المتحررة من هذه القيود.

لابد وأن تتجه الصحافة الورقية إلى التعامل مع التكنولوجيا ووسائل الاتصالات الحديثة بتطور وواقعية، فلم يعد الجيل الجديد يتعامل مع الصحافة الورقية. ولذلك عليها أن تعمل على تحديث المحتوى واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة لبثه .

إن بعض الصحيفة الورقية تطبع نُسختها، ويتم نشر المحتوى في موقعها الإلكتروني، وهذا لا يقدم جديدًا حينما ننقل الجريدة من ورقية إلى إلكترونية، ولكن لا بد من تحديث وتطوير الأخبار على مواقع الصحف الورقية ويجب أن تحرص ايضا في نفس الوقت على تحرى صدق ما تتنشره لان القارئ باستطاعة معرفة صدق مايقرأ من اكثر من موقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.