احدث الاخبارفلسطين

صحيفة نرويجية ترصد القصف الاسرائيلي المتعمد للنازحين تحت عنوان  “طريق الموت، في غزة”

 

كتب -محمد السيد راشد

نشرت صحيفة Dagbladt النرويجية تقريراً،  يوم الإثنين 20 نوفمبر 2023، تصف فيه الوضع الإنساني في غزة بسبب الحرب التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي ضد القطاع. وتقول الصحيفة إن الصور الواردة قليلة للغاية ولا يوجد سوى النزر اليسير من الصحفيين في غزة، بل إن هذا العدد القليل يكون أقل في المناطق التي تخضع لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي بالكامل. وأوضحت أن الفيديوهات القليلة الواردة تكون بدرجة كبيرة مُلتقطة عن طريق اللاجئين أنفسهم.

وقالت الصحيفة إن القنابل موجودة في كل مكان، وإن الوضع الإنساني تصفه جميع المنظمات الدولية بـ”الخطير للغاية”. وأوضحت أنه منذ الحرب التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي رداً على عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تأمر دولة الاحتلال الفلسطينيين بالفرار إلى جنوبي وادي غزة.

رحلة نزوح الفلسطينيين من خلال ممر بالموت

تواصلت  صحيفة Dagbladet النرويجية مع عدد من الفلسطينيين، الذين تركوا منازلهم، أو الذين يعرفون فلسطينيين آخرين تركوا منازلهم واتخذوا هذا المسار، الذي سيطر عليه الجنود الإسرائيليون خلال الأسبوعين الماضيين.

يقول سعدي (61 عاماً)، إن الرحلة كانت بنفس درجة صعوبة التفجيرات، وكانت مهينة للغاية، وذلك خلال حديثه مع الصحيفة.

وأوضح أن الأمر ذكره بما حدث في عام 1948، عندما أُخرج ما لا يقل عن 750 ألف فلسطيني من ديارهم في فلسطين وأُجبروا على النزوح إلى الدول العربية المجاورة، التي لا يزال يعيش فيها الفلسطينيون حتى يومنا هذا داخل مخيمات اللاجئين.

جثث على الأرصفة،  ودبابات تحاصرها في كل مكان 

حمل سعدي أهم ممتلكاته في حقيبة ظهر صغيرة، وقال: “غادرنا معاً من وسط مدينة غزة ومررنا بجوار قوات ودبابات إسرائيلية. كانت هناك جثث على الطريق، من ضمنها جثث أطفال أيضاً. أُطلقت النار على شخص يبعد عني 20 متراً. خرج من الصف فأُطلق الرصاص على رأسه”.

رأى طارق ياغي أيضاً دبابات “وجثث شهداء على اليمين واليسار”، ومن ضمنهم “أطفال فقدوا حياتهم”.

في حديثه مع هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية “NBC”، قال طارق، الذي يدرس تكنولوجيا المعلومات في غزة، إنها لم تكن رحلة، بل كانت تعذيباً.

تواصلت صحيفة Dagbladet النرويجية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أوضح أنه لن يعلق على مزاعم محددة في هذه الحالة، بدون إعطائه التوقيتات المحددة والإحداثيات المحددة لكل حادثة فردية.

عربات تجرها الحمير

بسبب عدم وجود الوقود، كان السير على الأقدام أو بمساعدة العربات التي تجرها الحمير، الطريقةَ الوحيدة للوصول إلى الطريق. أبلغ رجل موجودٌ الآن في غزة صحيفة Dagbladet، أن ابن أخيه استكمل مسيرته يوم السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني.

فرَّ الرجل من منزله مع زوجته وبناته الأربع، وجميعهن أعمارهن أقل من 11 عاماً.

سارت الأسرة مع مجموعة كبيرة من اللاجئين في طريق صلاح الدين. وعندما وصلوا إلى أماكن وجود الدبابات والجنود الإسرائيليين، أبرز جميعهم بطاقات الهوية الخاصة بهم. وأوضح أن الجنود كانت لديهم كاميرات وميكروفونات.

طُلب من المجموعة الاصطفاف متجاورين. واستُدعي رجلٌ كان يرتدي معطفاً أبيض وطُلب منه أن يبلغ رقم بطاقة الهوية الخاص به. وقبل أن يستكمل الرقم، أُطلق الرصاص على رأسه من قناص، وذلك حسبما يقول والد البنات الأربع.

وأوضح أيضاً، أنهم شاهدوا جثثاً في المكان نفسه. ولا يعرف ما الذي حدث لهؤلاء الشهداء الذين كانت جثثهم منتشرة هناك، وما هي خلفياتهم.

الفرار عبر الطريق الساحلي

في يوم السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني، صُرح للفلسطينيين أيضاً بالفرار إلى جنوبي غزة عبر الطريق الساحلي في الجيب الفلسطيني.

وفقاً لفيديو جرى التحقق منه عن طريق موقع Faktik النرويجي المتخصص في التدقيق والتحقق من صحة المعلومات، ظهرت عديد من الجثث أيضاً على طريق الرشيد الساحلي.

وصف الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، هذه الممرات الإنسانية بـ”ممرات الموت”. وقال أيضاً إن جثث الشهداء تُركت على الطريق لأيام، وطلب من الصليب الأحمر مساعدة سيارات الإسعاف المحلية في استعادة الجثث، وذلك وفقاً لوكالة The Associated Press، ولم تقدم إسرائيل أية تفسيرات لوجود هذه الجثث على الطريق.

الاحتلال ينتقد تقريراً نرويجياً بخصوص غزة

على الجانب الآخر، أغضب هذا التقرير الاحتلال الإسرائيلي. فقد وجَّه موقع Ynet العبري انتقادات إلى الصحيفة، قائلاً إن صحيفة Dagbladet الأوسع انتشاراً في النرويج أفادت الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني، بأن الاحتلال هو الذي شن الحرب على حماس بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول. ويبدو أن التقرير والصور المصاحبة له التي توثق معاناة الفلسطينيين، كانت سبباً في هذا الهجوم، على حد قول التقرير العبري.

ونقلت الصحيفة العبرية رد فعل الإسرائيليين الذين يعيشون في النرويج. قال لياد شرف، الذي كان يعيش بالنرويج حتى وقت قريب ويعيش الآن في تل أبيب: “كيف تقول إن إسرائيل هي من بدأت الحرب ضد حماس، وإن تلك هي الطريقة التي بدأت بها الأمور؟ هذا وقح بكل بساطة”.

مع أن الصحيفة النرويجية تبنت الرواية “الغربية”  في وصفها لعملية “طوفان الأقصى”، لكن السفير الإسرائيلي لدى النرويج، آفي نير، وجّه انتقادات لاذعة للصحيفة في تغريدة بموقع X (تويتر سابقاً)، بحسب التقرير الذي كشف انتهاكات الاحتلال في الإبادة الجماعية، في  قطاع غزة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.