أراء وقراءات

ضرورة التوازن بين سنة الزواج وتحقيق الطموح

بقلم / ممدوح الشنهوري*

يسعي الكثير من الشباب و الفتيات خريجي الجامعات ، وخاصة من عندهم نوع من الرغبة الشديدة في تحقيق الكثير من الأمال والطموح لحياتهم الخاصة، ليس في مصر وحسب ولكن في العديد من دول العالم. بعد إكمال مراحلهم الدراسية المختلفة في الجامعات، يسعون لتحقيق بعض أحلامهم الخاصة سواء كان ذلك في العمل أو الدراسة أو أي مجال أخر قد يضيف لهن الكثير من الرقي والتقدم  في مستقبلهم المهني اوالعملي أو الدارسي. وبالتالي يهملون حياتهم الخاصة من زواج وبناء وتكوين أسرة في المجتمع ، ليصل الأمر في النهاية أحيانا الي حد ضياع وسرقة جزء كبير من من زهرة شبابهم وأعمارهم الجميلة  بهدوء صامت وقاتل في الحياة .

ليكتشفوا  بعد أن يصلوا الي نجاحهم، أو بعد محاولات الوصول عبر الطريق الشاق علي النفس والبدن، إنهم فقدوا الكثير من السنوات الجميلة لزهرة شبابهم ، وقلت فرص زواجهم بسبب تقدمهم في السن والعمر بعض الشيء . ويتزايد التأثير عند الفتيات لتأثرهم النفسي والجسماني أكثر من الرجال في هذا الأمر بعد تقدمهم في السن . وتنعدم لديهم الرغبة في الزواج بسبب عدوم وجود فرص حقيقية في العثور علي فتي أو فتاة  الأحلام التي كانوا يتمنونها قبل ذلك في أيام شبابهم ، وأيضا بسبب ذلك الإكتئاب النفسي الذي قد يتحول فيما بعد الي ” مرض نفسي” وعدم الثقة في النفس من إتخاذ القرارات الشخصية لحياتهم.

ليصل بعدها الشاب او الفتاة أحيانا الي درجة كبيرة من اليأس و الإحباط في الحياة. وربما وقتها قد يلعنون ذلك الطموح الذي سرق منهما زهرة شبابهما، فجأه وبدون مقدمات مع مرور الزمن، لإنهما  سيعلمان وقتها أن الطموح حق لهن في الحياة، ولكن ما كان يجب أن يبدوه علي حياتهما الشخصية، وعلي سنه من سنن الحياة التي شرعها الله للجميع سواء شاب أو فتاه، بسبب عدم توازنهم النفسي بين طموحهم الشخصية وبين سنه الزواج في الحياة، والزواج له عٌمر إفتراضي جميل في الحياة، ولكن متي رحل فلن يعود .

وعدم تحقيق التوازن بين الطموح والزواج في حياة الشاب أو الفتاة، يعد  معضلة و مشكلة إجتماعية كبيرة ، ولكن وسائل الإعلام تتجاهل مناقشتها، وإيجاد الحلول المناسبة ، ونشر الوعي لدي الشباب من الجنسين، لتحقيق عدم التوازن النفسي بين الطموحات الشخصية وإتباع سنة الحياة في الزواج وبناء الأسر السعيدة لهم ولأولادهم المستقبليين، وإدخال السعادة على ابائهم وأمهاتهم وذويهم .

لذا من المفترض علي كل شاب وفتاة قبل أن يسرقهم العمر في تحقيق طموحات لا ولن تنتهي أن يبصروا جمال ما شرعه الله وحلله لهم في الحياة كسنة الزواج. ولهذا يجب علي الشباب من الجنسين،التفكير جيدا قبل البدء في أي خطوه من خطوات حياتهم الخاصة  بعمل توازن نفسي يضمن لهم كسب الإثنين معاً في السعي نحو الطموح والبحث عن الذات وكذلك عن سنة الحياة وهي الزواج  ولكن ليس بدون كسب هدف علي حساب هدف أخر في الحياة.

*عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.