متى ستتقدم
بقلم / الفنان أمير وهبب
و بعد أن تعمقت أكثر في تأمل ” شخصية الإنسان “، نتيجة تحليلي كانت ، اولا ، انه يظهر ” جزء من شخصيته ” و ليس ” ارتداء قناع ” ، ثانيا ، ان شخصية اي ” انسان ” لها ما يطابقها من شخصية ” سائر ” المخلوقات ” ، والمقصود ” الحيوان ” وتشمل ” الطيور ” و ” الزواحف ” و ” المائيات ” . بمعنى أن داخل كل انسان يوجد شخصية حيوان ، لذلك تجد ناس ” أليف ” ، ” براوي ” ، ” شرس ” ، ” مسلي ” و غيره .
وقمت برسم سلسلة من اللوحات عن الحيوانات وهي تمارس حياتها كما لو كانت ” انسان ” . إنما الملاحظة السلبية الأكثر خطورة على المجتمع المصري ، هي ” الزيادة السكانية ” أصبحت ” لا إنسانية ” و تميل لصالح ” الشخصية الحيوانية ” ، لماذا ، لأن الزيادة السكانية الإنسانية في مصر تعتمد على ” الزواج ” وبالتالي ” إنجاب الأطفال ” وتداعياته من ” تربية ” و ” تثقيف ” و ” رعاية “. وعدم التعامل الصحيح من جانب السلطات المعنية مع أزمة الزيادة السكانية نتج عنه وجود ملايين تم أهمالهم بدرجة ما ، موزعين ما بين نتيجة ” عدم وعي ” و ” استهتار ” كاطفال الشوارع و الملاجئ و مجهولي النسب.
* صديقتي الجميلة ” الصدفة ” منحتني فرصة مشاهدة حوار قديم في برنامج من اوائل السبعينيات اسمه ” دائرة الضوء ” بين وزير الثقافة المصري في الفترة من ١٩٧٣ حتى ١٩٧٨ ” يوسف السباعى ” و المذيعة ” ملك اسماعيل ” ، و صدق أو لا تصدق ، وزير ثقافة مصر ، من ٥٠ سنة ، يتكلم في نفس قضايا مصر الحالية ، كما لو كان يتحدث في ٢٠٢٤ ، إنما أكثر ما اعجبني وصفه ل سلوك غير المثقف ب انه ” سلوك الحيوان ” و لم يكن يقصد الإهانة إنما من منظور سلوكه على طبيعته البدائية.
* عدد سكان مصر في هذا التوقيت كان حوالي ” ٤٠ مليون ” ، و مصر حاليا أكثر من ” مائة مليون ” ، يعني يوجد في مصر حاليا ، داخل حياة المصريين و بين صفوف المواطنين ، خمسين مليون بدائي.
* خمسين مليون شخص غير قابل لاكتساب اي تدريب ، يقوم ب أعمال بسيطة جدا بعيدة تماما عن ” الإنتاج “.
* لذلك أصبح أمر طبيعي ان أكثر من نصف الإعلانات التليفزيونية هي اعلانات ” تبرع ” و هو في حقيقة الأمر أصبح أمر ” اهانة ل مصر و المصريين ” ان هذه النسبة تنتظر يوميا تبرع المواطنين بدل من العمل و الانتاج ، ولكنه أصبح امر حتمي علشان هؤلاء ” الجهلة ” يأكلون.
* مصر بتتراجع كما لو كانت تنهار و انفلات ارتفاع أسعار مبالغ بدرجة غير مبررة حتى نصل إلي سعر فاكهة وخضروات في دولة زراعية كما لو كنا نعيش في دولة صحراوية.!!!!!!
* كل حيوان له دور على حسب قدراته ، الحمار يقوم بأعمال جر بسيطة لانه بطئ وضعيف و استجابته للأوامر محدودة.
* * و لكن الحصان له قدرات تتفوق ، قوى وسريع و استجابته للأوامر متجاوب.
* * على المصري أن يدرك قدراته ولا يستسلم هذا الاستسلام المهين المصحوب بتشتت ذهني والانشغال بأمور تافهة مع استجابة شبه معدومة لمواكبة التقدم العلمي.
أمير وهيب
فنان تشكيلي وكاتب ومفكر