أراء وقراءات

مخالفات غير مقبولة في الإحتفال بشهر رمضان

بقلم / الدكتور محمد النجار

يفرح المسلمون في جميع أنحاء العالم بقدوم شهر رمضان ، وكل مجتمع يفرح بطريقته الخاصة التي تعبر عن رضى الإنسان وفرحه عند قدوم هذا الشهر الفضيل .

ومع تلك الفرحة تظهر مخالفات جسيمة يتأذى منها المجتمع المسلم ، بل وغير المسلم.

ومن أمثلة تلك المخالفات :

-الإحتفال بشهر رمضان ببث الأغاني الرمضانية من خلال سماعات ضخمة تصل أصواتها  لمسافات طويلة ، وتحدث ضجيجا رهيباً  ، فتزعج المريض وتزيد آلامه، وتشوش على الطالب في مذاكرته ، وتؤرق النائم في مضجعه .

-استخدام الألعاب النارية بإفراط شديد كأننا في حرب مشتعلة والتي من الممكن أن تُحدث حرائق وخسائر في الممتلكات وإصابات في الكبار والصغار.

-استخدام المفرقعات والأعيرة النارية التي يصدر عنها أصواتا مخيفة ومفجعة ، قد تؤدي إلى أذى نفسي شديد خاصة في الشوارع المكتظة بالمارة ومعهم أطفال .

-يجتمع كثير من الشباب في الشوارع والأماكن العامة في تكتلات يمزحون بشكل غير لائق ويضايقون المارة ، وقد يتشابكون بالأيادي وتصل الى  مشاجرات دامية بينهم .

-انتشار الباعة الجائلين واحتلالهم لأجزاء كثيرة من الشوارع مما يعيق الطريق ، وتزدحم بهم الشوارع ،ولا يستطيع المارة عبور الشوارع.

 ضجيج مزعج طوال الليل ثم ينامون بلا صلاة للفجر

وكل هذه التصرفات السيئة  تصدر  بحجة الإحتفال بشهر رمضان ، بينما شهر رمضان برئ من تلك الهمجية  التي هي في أصلها مخالفات لدين الله وشريعته .

الغريب في الأمر ، أن هذا الضجيج خاصة من الشباب بأعداد كبيرة ويستمرون في الشوارع  طوال الليل تقريباً لقرب الفجر ، ثم يختفون ،  وللأسف لا تجدهم في  المساجد ، لأنهم ينامون بعد السهر الطويل ، ولا يؤدون صلاة الفجر ، بل ربما كثير منهم لا يعرفون للمسجد طريقا في حياتهم ..إنه الضلال المبين .

دور الآباء والأمهات في تربية أبناءهم

استغرب كثيرا ، بل أستوحش من الأباء والأمهات الذين يتركون ابناءهم في الشوارع طوال الليل ولا يدرون أين هم ومع أي نوعية من الشباب ، فكثير من الجرائم التي تحدث بسبب اختلاط الأطفال والفتية   في الشوارع مع المنحرفين ،  مما يساهم في انجراف هؤلاء الفتية في المخدرات ومن ثم ارتكاب الجرائم ، ثم يُفاجئ الوالدان بأبنائهم في السجون بسبب جرائمهم ، وقد زادت معدلات الجريمة في السنوات الأخيرة بسبب عدم مراقبة الأباء والأمهات لأبنائهم ومتابعة سلوكهم وتوجهاتهم .

دور الإعلام في تلك الظاهرة

للأسف  الشديد فإن الإعلام في معظم عالمنا العربي يهتم بالمسلسلات طوال الليل ، ولا يقدم برامج أو مسلسلات دينية وتوعوية تساهم في تربية الأطفال والشباب ، وإنما مسلسلات ربما بعضها يحض على العنف وتغييب الوعي .

دور الجهات الأمنية  في الحفاظ على الشارع

يجب على الجهات الرسمية إيقاف تلك التصرفات غير المسئولة  من الشباب ،  حفاظاً على الأمن العام والهدوء في الشوارع ، فإن الشباب قوة ممكن أن تتحول الى كتل إجرامية تهدد السلم العام في المجتمع بدلا من أن تكون قوة منتجة تدافع عن الوطن وتساهم في تنميته.

اللهم احفظ شباب المسلمين واكفهم شر الفتن ماظهر منها وما بطن ، واجعلهم قوة ضاربة لتحرير مسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ومهد المسيح عليه السلام

والله الموفق لما فيه صلاح البلاد  والعباد

د.محمد النجار 23-3-2023م الخميس غرة شهر رمضان1444هـ

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.