الاسرة والطفل

نشيد لفرحة الأمهات احتفالا بنهاية العام الدراسي

 

من اختيارات أ.د. نادية حجازي نعمان 

 

معلمة في إحدى المدارس الإبتدائية تقول :

 دربت مجموعة من الأطفال طوال 3 شهورفي نهاية العام الدراسي، لأداء نشيد أمام أمهاتهن احتفالا.بنهاية العام الدراسي.

وبعد (بروفات) عديدة ومتقنة، جاء حفل الافتتاح والتخرج وبدا النشيد ….، لكن ما عكر ذلك الاستعراض الجميل، هو أن طفلة، تركت الإلتزام مع زميلاتها، وأخذت تحرك يديها وجسمها وأصابعها وملامح وجهها بطريقة هي أشبه ما تكون (بالفكاهية) إلى درجة أنها كادت أن تلخبط الفتيات الأخريات بحركاتها الغريبة المستهجنة.

وتقول المعلمة: حاولت أن أنهرها وأنبهها للانضباط والإلتزام بما تدربت عليه دون جدوى إلى درجة أنني من شدة الغضب كدت أسحبها عنوة، وحاولت كثيرا غير أنني كلما اقتربت منها، راوغتني كالزئبق، وتمادت في حركاتها التي لفتت أنظار الجميع، وأخذت تتعالى ضحكات وقهقهات الحاضرات المندهشات مما تفعله هذه البنت … وكأنها طفلة ملبوسة

وقعت عيناي على المديرة التي تصبب وجهها بالعرق من شدة الخجل، وتركت مقعدها واتجهت نحوي وهي تقول: لا بد أن نفصل  تلك الطفلة المشاغبة والبذيئة من المدرسة، لقد جعلت المسرح مكان للضحك والقهقهات والتعليقات المخجلة والانتقادات أيضًا … فما كان منى إلا ان أوافقها على ذلك.

غير أن ما لفت نظرنا أن أم تلك الطفلة كانت طوال الوقت واقفة تصفق لابنتها بحرارة، وكأنها تحثها على الإستمرار بعبثها الغير مفهوم.او أنها طفلة مدللة تعودت على هذه الأفعال وسط لا مبالاة الأهل وتشجيعهم … وبدأت أتحول الى الغضب الشديد من رد فعل الام السخيف هذا .. لكنى تمالكت نفسى حتى ينتهى الحفل

وما أن انتهى النشيد حتى اندفعت إلى خشبة المسرح وجذبتها من ذراعها بكل قوة قائلة لها: لماذا لم تنشدي مع زميلاتك بدلاً من أن تقومي بتلك الحركات الغبية؟! بعد كل مجهودي معكم ؟ … لقد افسدتي الحفلة  بحركاتك الغبية

فقالت: لأن أمي كانت موجودة ! …، تعجبت من ردها الوقح ذاك، فنهرتها بقوة وكدت أن أبالغ برد فعلي

 وفجاة أصابتني القشعريرة والذهول والوجع والغصة بقلبي و صدمت عندما قالت لي بكل براءة:

*إن أمي لا تسمع ولا تتكلم، وأردت أن أقوم  (بالترجمة) لها على طريقة (الصم والبكم)، لكي تعرف  كلمات النشيد الجميلة، وأريدها أن تفرح مثل بقية الأمهات.

ما أن سمعت تبريرها حتى انهارت وحضنتها وبكيت رغمًا عن أنفي، فاعلنت هذا للأمهات جمعيعا مبررة ومعلنة براءة هذه الطفلة

وعندها عرف الجميع أن المظاهر  ربما تخفي شيء آخر والأهم… لا تظنوا بالناس ظن السوء 

 قال تعالى

( ان بعض الظن أثم )صدق الله العظيم .

 

2021/7/25

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.