أراء وقراءات

زوجة القاتل تفتخر : كل شعب إسرائيل فخور بك

بقلم/الدكتور محمد النجار 

خمس سنوات مرت على إحراق المتطرفين اليهود لبيت فوق رؤوس كل من فيه دون رحمة لطفل رضيع أو إمرأة ضعيفة وإنما الإجرام الذي يجري في دماءهم وهم يتقربون به الى الله في سفك الدماء وقطع الرقاب للمسلمين .

ففي 31-07-2015 وبعد عناء يوم عمل رجع سعد الدوابشة الى بيته في قرية دوما بالضفة الغربية وبعد طعام العشاء مع اسرته، ذهب الى النوم هو وزوجته واطفاله مثل أي اسرة في أرض الله ، وبينما يغط في نومه إلا والعبوات الحارقة والمواد المشتعلة تخترق نوافذ وأبواب بيته في كل أركانه ، ففزع من نومه مهرولا لمعرفة ما يحدث في منزله ، فضل طريق الأبواب من شدة النيران والدخان الذي ملأ البيت ، فاحترق ابنه الرضيع ( عمره سنة ونصف) وابنه (احمد وعمره أربع سنوات واحترقت زوجته بينما هو تشتعل النار في كل اجزاء جسده ، ويحاول احد الجيران إنقاذ الاسرة فإذا بقدمه تغوص في جسم سائل مشتعل واكتشف انه غاص في بطن ذلك الرضيع الذي تفحمت اجزاؤه وأكلت النار لحمه وعظامه ولم يتبق منه سوى قليل من الدماء التي تسيل على الارض . ومات الزو ج والزوجة والطفل الرضيع ولم ولم ينج سوى الطفل أحمد دوابشة ابن الأربع سنوات.

البيت أشبه بجهنم من الحريق:

وحسب قناة فرنسا 24 ، قال نصر دوابشة شقيق سعد الذي تم إحراق بيته : ((عندما دخلت البيت كان اشبه بجهنم. الحرارة مرتفعة جدا والدخان يغطي المكان. دخلت مع الدفاع المدني فاصطدمت رجلي بشيء طري، كانت جثة الطفل علي. نقلناه للمستشفى وكان متفحما وعندما شرحوا جثته تبين لهم ان بعض اعضائه غير موجودة)).

وقال “سألت الاطباء اين يداه ورجلاه فاجابوا: لو بقي نصف ساعة اضافية لما وجدته، كانت النار ستقضي على ما تبقى منه.

واستطرد نصر دوابشة :ان “بيوتنا صارت اشبه بسجون. نعاني كثيرا وشبابيكنا مغطاة بقضبان حديد خوفا من المستوطنين”.

كتبوا على البيت : يحيا الانتقام

ولم يكتف هؤلاء المتطرفين من إحراق تلك الاسرة ، بل كتبوا شعارتهم العنصرية باللغة العبرية «يحيا الانتقام» على جدران البيت المحترق وعلى جدران المنازل المجاورة ، )) ويتوعدون كل الفلسطينيين بالانتقام منهم جميعا طالما انهم موجودون على أرض الميعاد المزعوم . إنهم لا يجيدون غير لغة الانتقام والكراهية. .

رفض اسرائيل تعويض طفل المحرقة. 

رغم اعتراف رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بأن المحرقة عمل ارهابي ، إلا ان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يعلن بأن الطفل أحمد دوابشة، الناجي الوحيد من محرقة لا يستحق أية تعويضات من إسرائيل.
لقد قتلوا أباه وأمه وأخاه ، وأحرقوا بيته ، فأين سيعيش هذا الطفل المسكين؟ومن أين يأكل ويشرب ويواصل حياته ، وأي عدالة اسرائيلية تلك التي ترفض تعويضه حتى يواصل الحياة؟؟ أنه الإجرام المنظم ضد الانسانية ، انهم يقتلون بدم بارد ويعترفون بجريمتهم ثم يرفضون تعويض المتضرر ؟؟هذه اسرائيل الوحشية التي تسعى لإقتلاع الشعب الفلسطيني بأكمله .

كل شعب إسرائيل فخور بك !!!

يفتخر الانسان ، كما تفتخر الأمم بما لديها من مبادئ وقيم وأخلاق وعدالة تنفع البشرية ، بينما يفتخر الصهاينة اليهود بأمثال هذا المجرم الذي أحرق البيت على من فيه . فعند وصول ذلك المستوطن القاتل المجرم ((عميرام بن اوليئيل)) الى مقر محكمة اللد المركزية ،لمحاكمته على جريمته في قتل اسرة بالكامل حرقا وهم ينامون ، صاحت زوجته في قلب المحكمة وهي بأعلى صوت تفتخر قائلة :
((((كل شعب اسرائيل فخور بك))))

وصيحة فخر الحضور بالمحكمة تأييدا للمجرم ماهي إلا جريمة تستحق العقاب ، لكن ما صاحت تلك الزوجة بالافتخار بالمجرم إلا لاطمئنانها بعدم العقاب ، وبالفعل يعاقبها رئيس المحكمة بل لم يطردها من قاعة المحكمة ، وهذا تواطؤ واضح من المحكمة على قتل وإحراق وإبادة العرب ، وما المحاكمة سوى ذر الرماد في العيون ، وأن ما يصدر من أحكام لن يتم تنفيذه .
وهذه صفة خسيسة في اليهود الصهاينة بأنهم قتلة مجرمون ، وأن عدالتهم تقتصر على اليهود الصهاينة ، أما العرب في نظرهم ليس لهم سوى القتل والتدمير وهلاك الحرث والنسل. هذه هي عدالة اليهود مع العرب.
فلا يأمنهم سوى جاهل أحمق بحقيقتهم أو عميل خائن لدينه ووطنه وأمته.

عليك أن تخجلي من نفسك .

وعندما صاحت تلك المرأة الصهيونية بالفخر بزوجها القاتل المجرم، ولم يمنعها رئيس المحكمة ولم يطردها من قاعة المحكمة ، لم يملك النائب العربي في الكنيست (احمد الطيبي) أعصابه كإنسان إلا أن يصرخ في وجهها بأعلى صوت موبخا لها : عليك أن تخجلي من نفسك .
إنهم قوم لايخجلون من الجريمة لأنها تسري في عقولهم وقلوبهم وسلوكهم.

أليسوا هم قتلة الانبياء ؟؟

أين العدالة :خمس سنوات في جريمة قتل اسرة ولم يصدر الحكم؟
رغم ان جريمة إحراق تلك العائلة الفلسطينية كانت عام 2015م ، ومرت خمس سنوات إلا أن الحكم ضد المجرم لم يصدر حتى الآن في شهر يونيو عام 2020م، مما يعزز عدم مصداقية الحكومة الاسرائيلية في العدالة أو تحقيق الحماية للعرب الفلسطينيين!!
إنها ليست محاكمة وإنما التواطؤ مع المجرمين ضد العرب
تحريض مستوطنة وأتباعها على قتل الطفل الناجي
إن الانسانية تخجل من وجود أمثال هؤلاء المجرمين ضمن البشر ، فقد نقلت وكالة أنباء وطن بتاريخ11-08-2016 عن عم الطفل الناجي الوحيد من إحراق بيت الدوابشة أن مستوطنة اسرائيلية اضافة الى (47)مستوطنا آخرين يدعون علناً في صفحاتهم على الفيسبوك لقتل الطفل احمد الدوابشة وهو الناجي الوحيد من حرق عائلته ..ليلحق بأهله ، وهاجموا على صفحاتهم في الفيسبوك المستشفى الذي عُولج فيه أحمد بدعوى أن الطفل وعائلته إرهابيين.

ولم يتم اعتقال هؤلاء المحرضين على القتل وسفك الدماء ، ولم يتم اتهامهم بتهمة الإرهاب ، بل لم يتم التحقيق معهم أصلا ..انه نهج الإرهاب المنظم ضد العرب جميعا .

فتاوى الحاخامات بقتل العرب :

أن ما يدفع الى الجرأة بل والتشجيع على قتل وسفك دماء العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص تلك الفتاوى الدينية “العلنية”التي تصدرها الحاخامات ، بإباحة قتل العرب والفلسطينيين على سبيل المثال :
ما ذكرته صحيفة هآرتس العبرية عن فتوى الحاخام “يسرائيل روزين” رئيس معهد تسوميت بتاريخ الأحد/18/1/2009م ، قال :
((أن حُكم التوراة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وحتى سحق البهائم )).

وحشية اسرائيل الصهيونية مهما قدمتم لها :

إن الوحشية التي تمارسها اسرائيل ضد العرب الفلسطينيين هي نفس الوحشية مارستها اسرائيل ضد الجنود المصريين الأسرى العُزل بعد احتلالها لسيناء في عام 1967 م حيث قتلت الجنود المصريين وهم عطشى وجوعى وعرايا ، ودفنت كثير منهم أحياء ، وسوف تمارس نفس النهج الوحشي ضد كل العرب عندما تأتي ساعتهم المحددة حسب مخططاتهم .

احذروا التطبيع…والتاريخ لن ينساه لكم

إنني أحذر أشقائنا في دول الخليج من التطبيع مع اسرائيل ، فأنتم غير مجبرين على التطبيع ، فليس لكم حدود مشتركة مع العدو الصهيوني ولم تخوضوا حروبا معه ، وليس لكم أرض محتلة تتفاوضون على استردادها بالتطبيع !!
وإذا تم التطبيع المجاني فإنه سيكون خطوة في الطريق لتدمير الخليج ونهب ثرواته وتفتيت أوصاله وإشعال نار الفتنة بين شعوبه ثم تقسيمه دويلات صغيرة أكبرها سيكون في حجم قطر والبحرين ، لصالح “اسرائيل الكبرى- من النيل الى الفرات”.

فستذكرون ما أقول لكم
ان وحشية اسرائيل وقتلهم لغير اليهود تعتمد على نصوص توراتية تبيح لجنودها قتل وذبح الرجل والمرأة والطفل والشيخ ، بل وتشمل حتى البهائم والمزارع .

فهل تنال تلك القضية التفكير الاستراتيجي للعرب المسلمين والمسيحيين في مواجهتهم للعدو الصهيوني التوسعي الذي يحلم “بإسرائيل الكبرى”!! اسرائيل اليهودية العنصرية ؟؟ والتهام دول المنطقة العربية والاسلامية ، وهدم المسجد الاقصى أولى القبلتين ، وسحق المقاومة الفلسطينية التي لاتزال حائط سد لصالح العالم العربي والاسلامي؟؟!

فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ


د.محمد النجار 11-06-2020م الخميس 20شوال1440هـ

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.