أراء وقراءات

 في ذكرى وفاة الرئيس عرفات .. (1) ماذا تعرف عن فلسطين ؟

بقلم / الدكتور محمد النجار 

الشعوب الحرة لا تنسى أبطالها وإن أخطأوا ثم حاولوا تدارك خطأهم ، وهذا يدركه الشعب الفلسطيني الأبي الذي يحيى ذكرى وفاة زعيمهم  الراحل ياسر عرفات الذي حلت ذكرى وفاته بتاريخ  الجمعة 11نوفمير ، فقد لقي ربه بتاريخ 11 نوفمبر 2004 بعد نضال تاريخي امتد نحو 50 عاماً من حياته في النضال من أجل القضية الفلسطينية، وخاض معارك سياسية وعسكرية أحدثت تحولات مهمة في القضية الفلسطينية رغم الانتقادات التي وُجهت له بسبب قبوله  اتفاقية  “أوسلو” مع “إسرائيل”.

ياسر عرفات مواليد القاهرة

هاجر والد عرفات من القدس الى القاهرة عام 1927م  وعمل بالتجارة ، ووُلدَ ياسر عرفات في القاهرة في 24-08-1929  في حي السكاكيني بالقاهرة ، واشتهر بكنيته بأبي عمار ، وعندما توفيت والدته بالقاهرة وعمره أربعة سنوات أرسله والده الى القدس المحتلة، ثم عاد إلى القاهرة . التحق بكلية الهندسة جامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1951 والتحق بالعمل في إحدى الشركات المصرية  ، ومن خلالها انشأ رابطة الخرّيجين الفلسطينيين ، التي اهتمت بها  وسائل الإعلام المصرية آنذاك.

مشاركة ياسر عرفات في حرب مصر 1956

شارك ياسر عرفات في معارك صد العدوان الثلاثي”انجلترا وفرنسا واسرائيل” على مصر عام 1956.

حياة عرفات السياسية النضالية

بدأت مسيرة ياسر عرفات النضالية عندما تم انتخابه  رئيساً لإتحاد الطلاب الفلسطينيين بالقاهرة ، ثم أسس عام 1959 حركة التحرير الوطني الفلسطيني، “فتح” مع رفاقه

أول عملية فدائية داخل فلسطين1965م

حصلت حركة “فتح” على دعم عربي، وجدته في البداية في الجزائر، منذ سنة 1962، ثم في سورية اعتباراً من سنة 1963. وبالاستناد إلى هذا الدعم، شرعت قيادة الحركة في التحضير لإقامة جناح عسكري سري، حمل اسم “قوات العاصفة” ونفذ عمليته العسكرية الأولى داخل إسرائيل، المعروفة بعملية “نفق عيلبون” فجر يوم الأول يناير 1965، التي تمّ فيها تفجير شبكة مياه إسرائيلية، وسقط فيها أول شهيد للحركة هو أحمد محمد موسى “سلامة”.

منظمة التحرير الفلسطينية 1969

برز نجم عرفات، عندما تم انتخابه في 3 فبراير 1969، رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي أعلنت أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

أيلول الأسود 1970 والخروج من الاردن 

تم تأسيس قواعد لحركة فتح في الأردن ، إلا أنها لم تستمر طويلاً بسبب إندلاع قتال بين قوات فتح  والجيش الأردني في سبتمبر عام 1970 أسفر عن سقوط  مئات من الضحايا  من كلا الجانبين، وعُرِفت الأحداث حينها بأحداث #_”أيلول الأسود” .واسفرت هذه الأحداث المؤسفة عن تصفية الوجود العلني لحركة “فتح” وللمنظمات الفلسطينية المسلحة الأُخرى في الأردن وعن انسحاب المقاتلين الفلسطينيين في يوليو 1971 إلى سورية ولبنان، حيث استقر معظمهم فيما بعد في الجنوب اللبناني. وغادر ياسر عرفات الأردن الى لبنان  حيث أسس مقراً لقوات فتح  في بيروت .

ولم يتم حتى الأن الكشف عن سبب هجوم الجيس الاردني على مقتلي فتح :فهل قامت القوات الأردنية بقيادة الملك حسين وقتها بالدور الذي تمليه عليه اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية  ضد القوات الفلسطينية؟! وهل كانت  القوات الفلسطينية تشكل خطراً مباشراً على اسرائيل؟ .

اجتياح اسرائيل لبنان1982

أسس ياسر عرفات   مقر قيادة لـ “فتح” في بيروت ، وأسس قواعد عسكرية  لفتح في الجنوب اللبناني، على مقربة من الحدود مع فلسطين المحتلة  ، مما أدى الى اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان عام1982 بقيادة شارون  ، وكان   أحدُ أهداف هذا الاجتياح هو  القضاءَ على المقاومة الفلسطينية.

رحيل القوات الفلسطينية الى تونس

اضطر ياسر عرفات وقيادة فتح  الى مغادرة لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان ، ولم ترحب به  أي دولة عربية هو وقيادته سوى تونس ،و30 أغسطس 1982 لجأ الى تونس مع عدد كبير من جنوده .

ولم تترك اسرائيل ياسر عرفات وأعضاء فتح ينعمون بالهدوء في تونس ، بل استهدفت قادة منظمة فتح ، فاغتالت  خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد).

إعلان قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر 1988م

رغم الحرب الرهيبة التي شنتها اسرائيل على منظمة فتح وياسر عرفات ، ومطاردتهم من من الأردن الى لبنان ، ومن لبنان الى تونس ، إلا أن ياسر عرفات حاول المحافظة على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية. وتميزت هذه الفترة باتخاذ المجلس الوطني الفلسطيني قراراً بقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني عام 1988م، وعاصمتها القدس، وتشكيل حكومة مؤقتة وذلك من الجزائر.

اتفاق أوسلو 1993

جاءت اتفاقية اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين اسرائيل كإتفاقية لتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس ، وتمت بتاريخ 13  سبتمبر1993   بين ياسر عرفات “رئيس” منظمة التحرير الفلسطينية، وبين اسحاق رابين  رئيس وزراء اسرائيل ، وتم توقيعها في البيت الأبيض الأميركي “المشئوم”، وبحضور الرئيس الأمريكي  آنذاك بيل كلينتون.

فهل حققت اتفاقية أوسلوا حلم الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس؟

هذا السؤال سنجيب عليه بإذن الله في المقال القادم عن فلسطين

د.محمد النجار 

الجمعة 18ربيع ثاني1444هـ

الموافق 11 نوفمبر 2022

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.