أراء وقراءات

العادات المصرية…عادات أم عاهات

كتبت عزه السيد

عادات وتقاليد مصرية

المصريون من أكثر شعوب العالم تمسكا بالعادات والتقاليد المتوارثة من قديم الأزل ، ويبدو هذا واضحا جليا من خلال طقوس حياتهم اليومية وسلوكهم اليومي ، بالإضافة إلي مظاهر الاحتفال بالأعياد والمناسبات المختلفة .. وفي السطور سنحاول رصد بعض هذه العادات وبيان جذورها والحكمة منها ومدي استمرارها في حياة المصريين

ولنبدأ بالعادات المصرية فى الزواج

عادات الزواج لم تتغير منذ عهد الفراعنة

يقول الدكتور سيد كريم مؤلف موسوعة لغز الحضارة ” المصري مازال متمسكا بعاداته وتقاليده التي ورثها عن أجداده القدماء ، ولعل الزواج أبرز هذه العادات التي لم تتغير ، فالمصريون اول شعوب العالم معرفة بالزواج حيث وضعوا له شروطا ، فالزواج يبدأ بدبلة الخطوبة وهي موجودة في تشريعات قدماء المصريين ، وكانوا يطلقون عليها ” حلقة البعث ” وذلك لأن ليس لها أول ولا أخر ، وهذا معناه دوام العشرة والإخلاص ، وكانت تصنع من الذهب ، وكانت الدبلة توضع في اليد اليمني – تماما مثلما يحدث الآن – وبعد الزواج تنقل لليد اليسري ، وفي هذا اتباع لتعاليم الإله ، باعتباره المتحكم في القضاء والقدر – علي حد معتقدات قدماء المصريين .
المأذون والكوشة والزغرودة .. طقوس فرعونية قديمة
طقوس الزواج التي نمارسها اليوم فرعونية من الدرجة الأولي ، فالمأذون ذو العمة والقفطان أو حتي المأذون ” المودرن ” بالبدلة والكرافت ، هو نفسه المأذون الفرعوني المكلف من المعبد بعقد رباط الحياة الزوجية المقدس بين العروسين ، ويقوم بعد ذلك بكتابة عقد الزواج من 3 نسخ – مثلما يحدث الآن تماما – واحدة للعروسين وأخري للمأذون وثالثة لدار المحفوظات حتى لا يضيع حق أحد ..

وعن إقامة حفل الزفاف ، اعتاد المصريون علي أن يكون حفل الزفاف في منزل العريس أو العروس حسب الاتفاق ، أو مثلما يحدث الآن في أحد الفنادق الكبري إذا كان العريس ثري بعض الشيء ، أو في نوادي الدرجة الثانية ، أو في أغلب الأحيان علي سطح منزله !!!

كذلك كان العروسان قديما يقومان بتزيين قاعة الزفاف ، وأهم شيء يستخدم لتزيين القاعة هو زهر الياسمين ، وهو بالفرعوني ” الياسمون ” ، وذلك لأنه في اعتقادهم زهر الجنة ورائحته هي رائحة الجنة ، وكان يطلق علي المكان الذي يجلس فيه العروسين ” الكوش ” ، وقد تطور هذا الاسم الآن وأصبح ” الكوشة ”
ومن تقاليد الأفراح المصرية حاليا ” تورتة العروسين ” والتي يحرص فيها العروسان علي تقطيعها سويا ، ويقوم كل منهما بتناول جزءا صغيرا علي طرف السكين من الشيف المخصص لتقطيع هذه التورتة .

كما تحرص النساء اللائي يحضرن الزفاف بإطلاق ” الزغاريد ” التي تعبر عن فرحتهم بإتمام هذا الزفاف المبارك .

وقد زحفت التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع المصري خلال السنوات القليلة الماضية إلى حفلات الزفاف ليتبدل شكل الفرح وطقوسه وأسلوب الاحتفال به، وبما يتناسب مع فكر الأزواج الشباب، حيث أصبح حفل الزفاف ” ليلة العمر كما يحلو للجميع تسميتها” تحييه العروس وصديقاتها بالرقص والغناء دون فاصل، فلم يعد هناك حاجة لراقصة من الدرجة الثانية ولا حتى الرابعة لتحيي الحفل كما كان عليه في الماضي.

كما اختفت الفرق الموسيقية والغنائية التي كانت تتبارى في تقديم كل ما هو جديد بأصوات تشدو حتى الساعات الأولى من الصباح ليحل محلها اسطوانات المطربين والمطربات “دي جي”. كل هذا اختفى لإفساح الطريق أمام العروس لتحيي حفلتها بنفسها وبمواهبها، فتارة راقصة وأخرى مغنية وأحيانا مشجعة إذا ما جاملتها إحدى زميلاتها برقصة على الموسيقى الناعمة.
أما الغريب في حفلات الزفاف هذه الأيام أن الآباء يشجعون بناتهم على الرقص حتى الصباح لتجامل زميلاتها، وتنفس على نفسها، وربما لتعرض مواهبها الدفينة التي لن تخرج إلا في تلك المناسبات السعيدة مطبقين بذلك المثل المصري الشهير”النهاردة عندك.. بكرة عندي”.
في حين كان الفرح في الماضي القريب سواء المقام في الفنادق الخمس نجوم أو في الحارات المصرية الضيقة يقدس وقار العروس من خلال تصميم فستان الزفاف، أو في حركتها البسيطة التي كانت لا تتجاوز فيها توزيع الابتسامات على المهنئين بوجه تكسوه حمرة الخجل، ويحظر عليها ترك مكانها حتى عندما تعلن الطبول بدء زفافها إلى منزلها الجديد فهي تنتظر أن يأخذ العريس بيدها ، عند انتهاء الليلة الساهرة.
كما كان بعض الأزواج يتدربون على حفل الزفاف قبل إقامته بعدة أيام أمام الأهل والأصدقاء بهدف ظهور الزوجين أمام المهنئين متفاهمين، متآلفين، وحركاتهما أثناء الزفاف جزء متناسق مع برنامج الحفل حتى تنتهي ليلة الزفاف بسلام، وبدون أخطاء.
وكانت الراقصات والمطربين والمطربات ومعهم الفرق الغنائية هي التي تحيي الأفراح، بل يتباهى الأزواج الشباب بأن الراقصة الشهيرة والمطرب الشهير هو الذي أحيى حفل زفافهما حتى الصباح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.